-A +A
أسماء المحمد
مفزعة أخبار الحوادث التي تنقلها الصحافة، وتشير إلى امتداد العنف الأسري الموجه من الأبناء للوالدين، وبأساليب تحمل بشاعة وحسا إجراميا، نعم يوجد كبار في السن طباعهم صعبة ومتعسرون على مستوى التعامل ومكتئبون نفسيا، والبعض منهم لا يطاق أخلاقيا وقد يكون سوء أخلاقه أحد أهم مبررات تنفير الناس منه.
مهما كان نوع المعاناة من كبار السن وطباعهم التي تعني نهاية حياة منحوا فيها الكثير وأجهدتهم ضغوطها وسنصل إلى مرحلتهم، ومن لا يرحم لا يرحم، لا يعقل أن يكون الاعتداء ومحاولة القتل من الأمور التي تتناقلها الصحافة ونتوقف أمامها مشدوهين!..

في الوقت نفسه، البيئات والشرائح التي يتفشى فيها العقوق، ماذا زرعنا في الطفل والمراهق حتى نطالبه بالبر، غالبا هم حصاد المجتمع وليسوا طارئين عليه بسلوكياتهم، وتقريبا جميعنا لدينا قلق من تفاقم معدلات عقوق الوالدين، وهنا جهات مسؤولة بالدرجة الأولى: الجوامع والمساجد ورجال الدعوة والإرشاد والداعيات وغالبية من ينسبون أنفسهم لهذا العالم منفصلون عن قضايا المجتمع وعلى رأسها التكافل الأسري والبر بالوالدين.. تكريس القيم الإيجابية وأهمها مهارات التعامل مع فئات تحتاج معاملة خاصة فعل غائب عن الإعلام المرئي!.
انغماس الوالدين في البحث عن الرزق أو التركيز في قيم الاستهلاك وتفريغ الحياة من قيمها ومضامينها، وغياب الوالد القدوة وإنهاكه بالمسؤوليات.. تأتي كأهم مبررات تنامي نزعة العنف وتركها ترتع في الإنسان بدون كبح جماحها بمجرد ملاحظتها.
لا أعتقد أن الظاهرة ستتوقف عن التفاقم، وبخاصة للفئات التي ينشط فيها إهمال الأبناء وتعدد الزوجات العشوائي، والأم المكتئبة العصبية، والأب المعنف، والهاجر، والمدمن... إلخ التصنيفات التي تنتج أبناء غير أسوياء. وهناك قصور في الأنظمة لحماية الوالدين على مستوى التشريعات، ولو غلظت العقوبة وعلم العاق أن خلفه أنظمة ستقف له بالمرصاد لارتدع كثيرون.. هذا الصمت والتجاهل سيضاعف أعدادهم.
kalemat22@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة